هذا المقال نشر بمجلة الجامعة في العدد الثالث والأربعون بتاريخ 23 تشرين الأول من عام 1954 م كان عنوانه :
في مدينة حماة شارع مخصص للنساء
في المنخفض العميق الذي يتيه فيه العاصي زهواً وخيلاء تقع مدينة الجمال والجهاد . مدينة حماة المدينة الهرمة الشابة ، مدينة القديم والحديث تعاقبت عليها القرون تطوي بعضها بعضاً وبقيت تتحدى الزمن وفي بقائها قصة جهاد طويل .
قصة النواعير الضخمة . وقصة النهر الخالد ، قصة البيوت القديمة قدم العاصي وقدم النواعير وقصة الأبطال الميامين الذين يرقدون في تربتها والذين قدموا أرواحهم قرباناً على مذبح الوطن .
فيها كل غريب ، وفيها كل عجيب فيها القديم والحديث جنباً إلى جنب القديم تحرسه التقاليد يتمثل في البيوت القديمة التي لم تتبدل قط واللباس الذي لم يتغير والحديث في الأبنية الفخمة والطرق الفسيحة المعبدة والحدائق المنسقة وإذا كنت من عشاق القديم فزر الحاضر وإن لم تطب لك الإقامة فزر السوق ، ولن تلاقي مشقة في ذلك فبين القديم والحديث نهر وجسر .
*لمحة جغرافية :
ترتفع عن سطح البحر 408 متر وتبعد عن خط الاستواء 35 درجة . ويبلغ عدد سكانها ( 150 ) ألف نسمة ، تمتاز بمناخ رطب معتدل ، يشقها العاصي إلى قسمين : الحاضر والسوق والعاصي لها بمثابة الروح الجسد ولولاه لأصبحت أراضيها قاحلة جرداء تسقى منه بوساطة النواعير المنتشرة فيه بكثرة والتي يرجع تاريخها إلى الرومانيين الذين حكموا حماة .
والناعورة شكلها دائري يبلغ قطرها 25 ــ 30 متراً وهي بعد هذا محط أنظار السواح والزائرين .
*حماة مدينة زراعية
حماة بلد زراعي أكثر منه صناعي تلتقي على أرضها الجرارة والمحراث القديم والمنجل والحصادة والصناعة فيها آخذة بالازدهار ، يلتقي في سمائها دخان معامل النسيج وحلج القطن وتعقيمه ومعامل الزيوت والمصابغ .
مخالفة :
ولا تستغرب إذا ألقي عليك القبض يوماً وأنت تقف على رصيف الشارع مع أنك لم ترتكب ذنباً ولم تقترف إثماً وإنما ارتكبت مخالفة ..؟؟
لا تستغرب فهذا الشارع محرم عليك وحلال على غيرك المرور به .
أجل حلال على غيرك من النساء فقط . فهو شارع النسوان .
ألم أقل لك أن حماة مدينة القديم والحديث ، مدينة التقاليد .
مجلة الجامعة – أسبوعية سياسية مستقلة
مديراها : نشأت التغلبي و فؤاد يعقوب