ملاحظة :: تم نشر هذا الموضوع في المدونة لأول مرة بتاريخ ( 07-07-2010) ولكن بسبب الخلل التقني الذي أدى الى حذف جميع مواضيع المدونة أعود اليوم لنشر الموضوع من جديد
أول من أسس الحي هو سيف الدين يحيى الجيلاني , الذي يعود نسبه الى الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي في القرن السابع الهجري حيث بنى الزاوية القادرية وتوفي عام 723هـ –1334م ودفن فيها . ثم قام الشيخ ياسين الكيلاني في العام 1118هـ – 1706م بتجديد بناء الزاوية وضم إليها قصراً سكنياً كان خلفها وبنى أيضاً قصر الطيارة وحمام الشيخ والكثير من الدور السكنية والعقارات الوقفية الرائعة .
يبدأ الحي بالجسر الوحيد ( جسر الكيلانية ) الذي يصله بالضفه الغربية للنهر ويطل بواجهاته وقصوره ومساجده المبنية على ضفاف النهر مباشرة والذي جعلها تبدو للناظر مثل القلعة ليس لها الا معبر واحد وهو الجسر .
يرجح الكثير من الدارسين إلى أن أساسات حي الكيلانية تعود الى عصور غابرة تسبق بكثير العصر الأيوبي بسبب الأقنية والأقبية التي قيل أن أحدها يمتد من حي الكيلانية الى حي البارودية المتجاوران على ضفة العاصي وهي مسافة قد تصل لأكثر من كيلو متر .
في حين كشفت بعض الحفريات أن حي الزنبقي الذي انهدم ايضاً يقبع على كتلة صخرية وجد فيها غرف صخرية منحوته ذات أبواب سرية وهي على شكل غرف تحت غرف رجح بعض العلماء عودتها الى العصر السرياني حيث كان السريان ملاحقون من قبل نصارى تلك الفترة فكانوا يتخذون من تلك البيوت ملاجئ يحتمون بها , مما يؤكد نظرية كون اساسات حي الكيلانية تعود الى عهود غابرة .
و يمثل حي “الكيلانية” القديم معلماً من أهم معالم سورية السياحية لما تحوي من الفنون ومظاهر الإبداع في العهد الأيوبي والمماليك والعثمانيين، وتمثل كذلك مركزا ثقافيا معترف به دوليا فقد رسم على أحد جدران قصر الطيارة مضيق البوسفور وهذه اللوحة كما القصر والحي باكمله مسجلة رسمياً في اليونيسف على أنها من المعالم العالمية.
وحي الكيلانية غني بالأبنية التاريخية والأثرية حيث يضم قصر الحمراء ( الطيارة) وقد سمي بذلك الاسم لأنه يطل على النهر على شكل طائرة وهو يشبه العمارة العربية في الأندلس وهو قصر كبير كان يسكنه الشيخ عبد القادر الكيلاني ويعتبر مضافة للعائلة كما يضم حماماً عثمانياً قديماً يسمى حمام الشيخ وجامع الشيخ ابراهيم الكيلاني بالاضافة إلى الزاوية وهي لعفيف الدين الكيلاني وثلاثة عقارات سكنية .
يقال أن الطراز المعماري الذي كان سائداً في حي الكيلانية مازال يدرس في كليات العمارة في أوروبا كمثال على عمارة بلاد الشام أو العمارة الاسلامية.
ويضم الحي عدة قصور قديمة وأبرزها :
* قصر الحمراء أوكما يسمى قصر الطيارة الكيلانية وهو أجمل القصور في مدينة حماة بل وفي سورية على الإطلاق .
* قصر بيت فايز العلي الكيلاني
* قصر بيت محمد رضا الكيلاني
* قصر سعيد العبد الله الكيلاني
* قصر بيت فارس الكيلاني
* قصر الحاج قدري الكيلاني
* قصر احمد سروري الكيلاني
* قصر محمد نوري الكيلاني
* قصر نقيب الأشراف محمد مرتضى الكيلاني
* قصر سليم البديع الكيلاني
* قصر عبدالحميد العبدلله الكيلاني
* قصر منير عبدالحليم الكيلاني
* قصر ضياء الكيلاني
كما يحتوي الحي على عدد كبير من الزوايا مثل :
* الزاوية القادرية
* زاوية الشيخ ياسين الكيلاني
* زاوية الشيخ حسين الكيلاني المبنية عام 970 هـ 1557 م
* جامع الشيخ إبراهيم الكيلاني المبني عام 1078 هـ 1667 م
بالإضافة الى “ناعورة” الباز عبدالقادر الكيلاني و”حمام”الشيخ الأثري وشمل “مقامات ومقابر” منها :
* مقام الباز للشيخ عبدالقادر الكيلاني
* مرقد الشيخ ياسين الكيلاني
* مقبرة سيف الدين يحيى الكيلاني
* مقبرة الشيخ حسين الكيلاني
* مقبرة الشيخ إبراهيم الكيلاني
وكان من أبرز المعالم الأثرية التي انهدمت في الحي “المضافات” ومنها مضافة قطب الدين كيلاني ومضافة بديع عبدالرزاق الكيلاني ومضافة ظافر كيلاني ومضافة واصل كيلاني ومضافة رفيق كيلاني ومضافة مصطفى برهان كيلاني ومضافة راغب كيلاني ومضافة فايز برهان كيلاني.
أما أجمل ما يميز الكيلانية هي “الأقبية أثرية” وهي عبارة عن أقبية دهليزية رائعة نذكر نها قبو الكيلانية وقبو الطيارة وقبو الزاوية القادرية وقبو حمام الشيخ وقبو باب الخوجة .
للأسف ( حي الكيلانية ) دُمر بالكامل في أحداث حماة عام 1982م , كم هو مؤلم ومحزن أن نخسر هذا الحي الأثري العريق والذي يعتبر من أجمل الأحياء لما يحتويه من قصور وحمامات وزوايا ومقامات ذات طراز معماري جميل على ضفاف نهر العاصي .
هذه بعض الصور لحي الكيلانية بعد تدميره في أحداث حماة سنة 1982م