متابعيني الأعزاء .. بعون الله تعالى سوف أقوم تباعاً بنشر سلسلة بعنوان ( ماذا قالوا عن حماة ) متضمنه أقوال الرحاله والمؤرخين والشعراء عن مدينة حماة قديماً وحديثاً .
نبدأ اليوم بالرحالة والمستكشف العثماني أوليا جلبي ( ولد 1611م – توفي 1684م ) .
عندما مر في رحلته على حماة قال :
في حماة القصور الفخمة ذات الحدائق الغناء والأحواض والمياه الدافقة ، وفيها أيضاً نواعير عظيمة منصوبة على نهر العاصي يسمع القادمون الى هذه البلدة أنينها من مسافات بعيدة .
وهي دواليب مؤلفة من أخشاب وأعمدة ومسامير حديدية على غاية من الطول والضخامة ، وتنصب المياه من هذه النواعير في قناطر تذهب بها الى قصور البلدة ودورها وحماماتها ومساجدها وخاناتها ، ولكل ناعورة أوقاف ذات ايراد وخدم ونجارون مهيأون لخدمتها .
واذا اقترب الزائر الغريب من النواعير تكاد آذانه تصم من شدة الضجة ، والأغرب من كل ذلك رؤية غلمان حماة يتعلقون بأطراف الناعورة ويدورون بدورانها حتى اذا علت بهم القوا بأنفسهم الى نهر العاصي فيغوصون فيه ويسبحون .
في حماة مئات من الحدائق والبساتين التى تُروى من هذه النواعير ولا يخلو كل بستان من ناعورتين او ثلاث .
وان اعظم ناعورة بينها هي ناعورة المحمدية التي سارت بذكرها الركبان .